ي . د

طابع :
هذه مجموعة من الرسائل مدّها لي أصحابها ، فصار الحديث معهم فرصة كي أعرف نفسي أكثر ، وساهموا من حيث لايعلمون في ترتيبي كرفٍ قديم كان كل مايحتاجه : ي . د !

الرسالة (1)
مايمكن قوله لمن يمتلك حياة جميلة 

أنت محظوظ ، قد لايكون خبرًا جديدًا عليك لكنه نادر لغيرك ، وأثق بأنك تعثرت يومًا بشخص يشتكي من رداءة حظه وعدم استقراره ، هو لايدري أن الحل بيده لكنه – وكخلاصٍ سهل – يلقيه فوق كل شيء ماعداه .
على أي حال ، مررت بتجربة أخبرتني أن السعادة تساوي تقريبًا أن تكون روحك بخير ، وجدت أن كل ملذات الدنيا تغيب أمام عينيّ إن شعرت بثقل في قلبي لا أعلم مصدره ، وفقد للرغبة تجاه أي جميل لا أستطيع تفسيره ، قلقٌ بلا سبب وحزنٌ يهبدني بخطاه الثقيلة .
بعد سنوات عجاف عرفت أن الروح غطاء شفيف ، تُثقب فيتسع هذا السواد حتى يلقينا في مهاوي الكآبة والحياة المُرة .

أتذكر ؟ كان أمامنا خيار واحد عندما آمنّا أول مرة : أن نؤمن خوفًا أو تقليدًا لاقناعة أو حبًا ، وحين كبرنا صار هذا الإيمان حملًا على كواهلنا وأي محاولة للالتفات نحوه وفهمه “خطيئة” ، أصبح الكثير منا مُتعبًا بلا سبب ، جُمعت الدنيا بين يديه لكنه ينفضها وهو يقول : لستُ مرتاحًا ، أريد شيئًا لا أعرفه .
لذا ، حصن روحك بالإيمان الذي تبحث عنه وتجده ، الإيمان الذي يصد رماح الحياة المتزايدة كلما كبرت .
قد تكون هذه النصيحة غريبة ، لكني أكتبها وأنا أشهد أولئك الذين ذهبوا للأبد بعدما نهش الثقب الأسود أرواحهم ثم ابتلعهم ، لن يعودوا .. لكنهم تركوا لي هدية – وهم لايعلمون – مررتها لك .

الرسالة (2) 
الكلب المسعور : حديث قصير مع امرأة قلقة

كل علاقة يزاحم العقل فيها القلب ، تحيا سليمة أما تلك التي تنقض عليهاالعاطفة ككلب مسعور لاتسمح لمنطق أن يقترب منها فهي مرض ينهش صاحبها . أتفهمك ، كيف ستقضين وقتًا مع رجل يرى التفاصيل هامش والوعي كأنه ترف ، والحديث حول ماتحبين مضيعة للوقت ، وهذا ليس ذنبًا منه ووعيك ليس خطأً منكِ . الزواج رحلة ، علّقي قبلها هذا السؤال : هل هذا هو الرجل الذي سيقطعها معي ؟ وإياكِ أن تجبري كسر الإجابه بـ :  سيتغير ، سأحاول أن أصنع منه شخصًا آخر ، هذا رهان خطر لا ينجح غالبًا . العلاقة الأولى قد تأتي حمقاء لذيذة ، لكنها ليست شرطًا للزواج ، تنضج عاطفتك بعدها ككل التجارب التي تمر علينا وتجعلنا نكشف أنفسنا أكثر .
على أي حال مادام عقلك هو شراعك ، فستصلين بسلام

الرسالة (3)
بسّام : بين كلية الطب وهوايته

بداية ماتمر به طبيعي ومفهوم ، بل عليك أن تقلق إن لم تقع في حالة التوهان تلك ، أذكر حين كنت في بداية العشرينيات ، لم أكن أعرف ماأريد ؟ أو ما الذي علي فعله ؟ كانت حياتي تسير وفق آراء المجتمع والعائلة ، يبدو أنك تعيش تضارباً بين ماتحب وما يضمن لك عملاً ، ما أنصحك به هو أن تضمن وظيفتك أولاً ، لن تبدع وأنت تحتاج مالاً ، وحكاية أن الإبداع يولد من رحم المعاناة مبالغٌ فيها ، فليس شرطاً للتميز أن تكون فقيراً ! وسياط حاجة الناس مسلطة عليك ، تجلدك .
مجالك عظيم وإنساني ، قد لا يكون التصور لديك واضحاً الآن لكن مارس ماتحب في أوقات فراغك ، وشارك بنشاطات تساهم بتنمية موهبتك و جرّب أكثر كي تصقلها ، لا تتركها لكن لا تعتمد عليها ( الآن ) لمستقبلك ، بعد أن تتخرج وخلال سن العشرين ستنضج أكثر وتتخذ قرارتك بندم أقل .

اضافة تعليق